
الاسباب الطاقية والعاطفية لامراض الرئة
20/08/2024
الأمراض التي تصيب الرئتين، مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الشعب الهوائية، الربو، التليف، وما إلى ذلك، تشير إلى أن الشخص يعاني من خوف عميق من الاختناق أو الموت. يعيش بطريقة تتعارض مع الحياة ومع تطلعاته العميقة. كما لو أن هدف حياته معاقة، يخاف من مواجهة الحياة، يشعر بقلق شديد لدرجة أنه يقيد نفسه بالعيش في نطاق محدود جدًا، والذي يبدو له غير مؤكد ايضا.
الخوف يعطي شعورًا بفقد جوهر الحياة، شعورا بالدونيةا! مواجهة صعوبة في العثور على مكان وإدارة العلاقات مع العالم من حولنا، يعطي انطباعا بفقدان النفس، وهذا يؤدي إلى اضطراب في التنفس وعدم قدرة الرئتين على أداء وظائفهما بشكل صحيح، مما يعوق نقل الأكسجين من الهواء إلى الدم، وهو أمر حيوي للحياة. هذا الخلل في الوظيفة الحيوية يبرز هذا الموت الذي نخشاه، ويظهر لنا ضرورة تعلم مواجهة الخوف وبان سبب الاختناق يكون ميل لخنق المشاعر والحزن. لذلك عند الشعور بألم أو صعوبة في التنفس، يجب أن نسأل انفسنا عما إذا كنا نشعر بالاختناق أو القمع في حياتنا او نشعر بأننا "نفتقد للهواء" فعلا. خاصة فيما يتعلق بالعلاقات، هل نشعر بأننا لا نستحق السعادة؟ هل نرغب في "الصراخ بأعلى صوتنا من رئتينا" للتعبير عن ضيقنا؟ لا نحب النزاعات والازدواجية، ولدينا ميل لأن نكون متساهلًين للغاية لتجنب الخلافات وعدم الشعور بالحزن والاكتئاب؟ يجب أن نتعلم تقدير انفسنا وشخصياتنا والقيام بالأشياء التي تجلب لنا السعادة. الرئتان ستتأثران، خاصة التنفس. مثلا إذا كنا نعاني من اليتمً، قد تتزعزع ثقتنا في الحياة وفي البالغين عمومًا، وستظهر الرئتان هذا الجرح الداخلي. وبذلك قد نجد صعوبة في مواجهة التغيرات في حياتنا والتعامل مع الانفصالات، خصوصا إذا كان الانفصال عن ألام عند الولادة (الذي يتمثل في التنفس الأول) قد حدث بطريقة صادمة. الرئتان اللتان يجب أن تلعبا دورًا رئيسيًا في الاستقلال (التنفس بمفردي) قد تفسران هذه الحالة كنوع من الموت، هل نستطيع العيش بشكل مستقل دون الاعتماد الدائم على شخص آخر للقيام بالأمور بدلاً عنا؟. هذا قد يجعلنا نحتفظ بأفكار كئيبة يمكن أن تؤدي إلى ظهور ورم لا قدر الله. على الرغم من أن المجتمع يروج لفكرة أن التدخين يسبب أمراض الرئة، إلا أن القلق من الموت الناجم عن التدخين هو ما يسبب المرض في حالة الانسداد الرئوي، هناك كبت للفرح وتراكم للحزن الذي لم يتم التعبير عنه. التمرد على الشعور بالعجز، يبدو كما لو أن هناك شيئًا ما يمنعنا (يسد الطريق) من إكمال مشروع أو الوصول إلى هدف محدد، مما يؤدي إلى الاكتئاب. نفقد ألشعور بالانتماء، وبذاك المشاعر وألافكار تغلق.
لتجاوز هذا كله يجب : قبول حقيقة أننا في حماية وتوجيه دائمً. بدلاً من "التمسك" بالذكريات القديمة التي تجعلنا في حزنً وتزيد من شعورنا بالوحدة والعزلة، من الأفضل لنا أن نشعر بالاستحقاق لكل ما نملك وكل الثراء الموجود في حياتنا، وبأنه لدينا الحق في امتلاك مساحة خاصة بنا، مكان ينتمي إلينا وحدنا ولا يخص أحدًا آخر، تمامًا كما أن للآخرين مساحة تخصهم. بهذه الطريقة، يمكن أن يسود الانسجام وأن نزدهر بشكل كامل و نستعيد القوة التي تخصنا ونتنفس الحياة "بملء رئتينا"!